صدام حسين االتكريتي:
تراجيديا لرجلٍ قوي وغنيٍ ومغامر ٍ ومُكابرٍ وشجاع،
لكنه كان في زمن البغاث والعلوج والأوباش والرعاع،
وزمن رعاة البقر، وقبائل خيبر، وقريضة والقينقاع،
في زمن قيصر ، وكسرى وهرقلٍ ، ورستم ،والبعباع،
في زمن ابو جهلٍ ،وابو لهبٍ ومسيلمة الكاذب والخداع،
وفي غياب ، خالدٍ ، وسعدٍ وعمروٍ وابو عبيدة والقعقاع،
فتكالبت عليه الثعالب ، والكلاب ، والذئاب والضباع،
وجافاه الحلم ، والصبر، والمشورة ، وحسن الإستماع،
فأخطأ في تقدير حجم الكارثة ، وتقييم نتائج الصراع،
فوقع ضحية الغدر، والخيانة ، والخذلان ، والخداع،
فألقى بنفسه ، وشعبه وأمته في غياهب الويل والضياع،
فأكلوا لحمه ، وقضموا عظمه ، وشفطوا منه النخاع،
ولكن:
يذهب الأشخاص وتبقى الأمم في تداولٍ للقوة والصراع،
ويُخرج الله الحي من الميت ، فتولد السباع من الضباع،
ومن دياجير الظلام الدامس ، ينبلج الفجر مع الشعاع،
وللمقاومة العراقية ألف تحية والتمني بالسمو والإرتفاع،
........................................................................
صدام تلقى ما أشعت من الأسى
في أمةٍ عطشى لنصْرٍ تستقي
هامت بك الأعراب حُباً عندما
حاربت جاراً للعقيدة ينتمي
مدوك مالاً مُغدِقاً ومُتلتِلاً
دون اكتراثٍ للحساب لترتوي
وصفوك بطلاً لا يُشق غباره
شِعراً ونثراً بالخرافة يستوي
قدِموا إليك فرادةً وجماعةً
ليبايعوك مناضلاً لا ينحني
وعدوك دعماً مُطلقاً مُتواصِلاً
وتوسطوا عند الكبار فهل تعي؟
يا حارس الأوطان أقدِمْ لا تخف
فوراؤك الأعراب سيلٌ من علي
أنت الشقيق فلا تبالي طالما
فينا الحياة فلن نخونك أو نشي
وأمِنت للإخوان حسنَ صنيعهم
وطفقت حرباً بالوشاية تقتدي
وأبيت درباً للحوار وسيلةً
فرفضت حلاً بالشريعة مُنقضي
وتجاهل الإخوان دوراً واجباً
إجراءَ صلحٍ بالوساطة ينقضي
يتمت أطفال العراق بقسوةٍ
وزهقت أرواحاً لدينك تنتمي
دمرت أرزاق العباد بحجةٍ
في البطن تنقصها الأدلة تختفي
.......................................
أهدوك نصْراً أجوفاً ومُزيفاً
وطفقت تزهو في غرور المنتشي
أطلقت تصريحاً بدون تعقُلٍ
ضد اليهود فقرروا أن تنتهي
قاموا بتأليب الحليف وحِلْفهِ
فغدوت مطلوباً ودورُك مُنتهي
وتقلب الأعراب في أدوارهم
أصبحت معزولاً لوحدك مُنزوي
أصبحت خصماً طامعاً ومُعادياً
وجب الحصار عليك حتى ترعوي
فحُرِمت من دعمٍ بمالٍ مُغدِقٍ
وحُرِمت من شعرٍ ونثرٍ مُهتري
ذاك المناضل قد غدا في عُرْفهم
خطراً يهددُ أمنهم كالمعتدي
سرقوه ُفي عز النهار جهارةً
فرضوا عليه قطيعةً كي ينحني
حشروهُ في رُكْنٍ يضيق بقطةٍ
فانقض محموماً بلهبٍ يكتوي
واجتاح جاراً في الاخوة قد طغى
يأبى الوساطةً جائراً لا يستحي
فاجتر خطأً فادحاً مُتمادِياً
لا يستشير ذوي الرُؤى أو يهتدي
صَدَق السفيرة في إشارتها لهُ
جَهِل الحساب خديعةٌ لا تنطلي
خَسِرَ الرِهان على شعوبٍ تنضوي
لخيام حُكْمٍ في الوصاية ترتمي
فأدارَ حرباً قد تربصها العدى
وأجاز هدفاً في الجوانح مُختفي
هجموا عليه بجندهم وعتادهم
براً وجواً والبوارجُ تعتدي
طردوهُ من أرض الكويت ويدعي
نصْراً تأزر والعراق سيحتفي
أُمُ المعارك قد تبدل حملها
حملت لنا الأنثى وكانت تدعي
حمْلاً بنصْر لا جدال بوضعهِ
فإذا الهزيمة تُستبانُ وتنجلي
........................................
وخلطت أوراقاً لكسب مودةٍ
فإذا الحصارُ يلف شعباً يشتكي
سوءُ الغذاءِ مجاعةٌ لا تنتهي
شحُ المياهِ فجيعةُ لا ترتوي
مطرُ القنابل ما توقف غيثهُ
شحُ الدواءِ سقامة لا تنتهي
ورفضت تضحيةً بسلطانٍ خبا
لنجاةِ بلدٍ قد يُهدُ وينقضي
ومضيت قُدُماً في تحدٍ فارغٍ
من كل أسباب التفوق بوعدي
......................................
ووعدت نحْراً للعلوج مُؤكداً
بحدود عاصمة الرشيد فهل تفي؟
فأجابت الأيام رداً عاجلاً
إن العلوج تزاحمت كي تغتني
نهْباً وسلْباً للعراق وإرثهِ
من خير سلفٍ فالحضارةُ تشتكي
فأُزيح تمثالُ الزعيم ونُصبهِ
وتواترت أخبارُ نصْر المعتدي
لو كنت عدْلاً ما خُذِلت للحظةٍ
وحُميت من أسرٍ بغدر المُرْتشي
........................................
صدامُ إنا لا نرومُ شماتةً
فالحزن ينهش بالقلوب وتكتوي
ألماً على عِزٍ يُذل جهارةً
فالرأسُ كثٌ بالكآبة يكتسي
عِلجٌ يقوم بفحص رأسك شامتاً
قلقٌ تبدى في عيونٍ ترتوي
دمعٌ يُراق على الجفون بحُرْقةٍ
فالجفْن مُحْمرٌ بنارٍ ينشوي
ويحِز أكثرَ في النفوسِ بأن ترى
من قاد وطناً للعروبة ينتمي
صيداً أُطيح بهِ فسلم رأسهُ
للذبح ثم السلخِ سوْقاً كالجدي
إن العروبة قد تهشم رأسُها
يوم اعتُقلت خٍيانةً لا تنطلي
إن اعتقالك مسرحٌ في عرضهِ
لتكون درْساً للبقية كي تعي
فمعمرٌ فهم الرسالة عاجلاً
وأناخ ناقتهُ لركب المعتدي
والعرب ألقت بالعباءة جانباً
ورمت عِقالاًبالمهانة ترتضي
عُذراً لهذا اللفظ في إسْْفافهِ
طيبُ المعاني قد أبت أن تنضوي
صدام عُذراً فالأسية تعتلي
نفس الأبي بماء يعرب يرتوي
شمت الأذِلةُ في هوانك ما دروْا
أن المهانة للجميع ستنتهي