المبحث الأول : مدخل الى المعرفة
المطلب الأول : مفهوم المعرفة و خصائصها
أولاً : المعرفة هي التنبؤ- والاستقراء, والاستنتاج, والاستنباط, والاستدلال, والتركيب, والتحليل, والتفسير, والسببية - يتضمنون التنبؤ . والحكم هو تنبؤ معتمد . و لها درجة صحة أو درجة دقة ولا توجد معارف مطلقة الصحة.
ثانياً : المعرفة نسبية وهي تابعة للعارف ( إن كان فرد أو جماعة) ومرتبطة به , لذلك لا توجد معارف مطلقة العمومية
ثالثاً : المعرفة تابعة لخصائص وقدرات الحواس البشرية - أشكال وطبيعة التأثر بالوجود - , و خصائصها
وقدرات وخصائص العقل البشري
لذلك المعرفة البشرية مختصرة ولا تشمل إلا جزءاً ضئيلاً من وقائع الواقع اللا متناهية
رابعاٌ : ترتبط المعرفة بزمان ومكان وقدرات وخصائص الإنسان العارف , الذي هو مرجع هذه المعارف .
لذلك تختلف المعارف باختلاف الأشخاص واختلاف الأزمان :
خامساٌ: المعارف يجب أن تكون عامة , و توحيدها لا بد منه عند تعامل الناس بها
سادساٌ : هي نتيجة التواصل الفكري بين البشر
فالمعرفة هي بمثابة مفاتيح تسمح لنا بفتح الزمن
باستنتاج ما حدث في للماضي , والتنبؤ لما سوف يحدث في المستقبل
ومعرفة مراكز التوازن أو الاستقرار لدارات تفاعل البنيات , ونتائج صيرورتها
وبالتالي تسمح لنا بتحقيق الأهداف بأسرع وأسهل طريقة , دون استعمال التصحيح بالتغذية العكسية أو التجربة والخطأ, لأنها تسمح لنا بتحديد المطلوب الصحيح فوراً
فهي بمثابة المفاتيح التي تفتح الأقفال أو الأبواب المطلوبة من المرة الأولى , فالمعلومة التي تقول" كل المعادن تتمدد بالحرارة " هي مفتاح يمكن استعماله لتحقيق أهداف نسعى إليها بسهولة وسرعة.
المطلب الثاني : أنواعها و تصنيفاتها
أنواع المعرفة
أولاً: المعرفة الظاهرة الصريحة ، المعلنة أو المنقولة
وهي عبارة عن المعلومات الموجودة والمخزنة في أرشيف المؤسسة ومنها( الكتيبات المتعلقة بالسياسات، الإجراءات ، المستندات/السجلات/ قواعد البيانات/ المعايير/ العمليات والتشغيل... )، والتي يمكن الرجوع إليها ونقلها بسهولة
ثانياً: المعرفة الضمنية ، غير المعلنة
وهي مجموعة المهارات والخبرات المخزنة داخل عقول الأفراد، والتي يصعب نقلها أو تحويلها للآخرين، وهي تشكل التحدي الأكبر في إدارة المعرفة داخل المؤسسة.
تصنيف المعرفة :
هي معلومات منظمة قابلة للاستخدام في حل مشكلة معينة
هي توصيفات رمزية للمفاهيم والعلاقات والطرق المحددة للتعامل مع انماط التوصيفات
المعرفة هي ما يبقى في راس الفرد
المعرفة هرمية تبدا من البيانات ثم المعلومات
المعرفة رمزيوة تقوم على اساس النمذجة القياسية للمعرفة
المعرفة معارف أي ليست نوع واحد متجانس
المعرفة جوهرية هي النوع الادنى من المعرفة
المعرفة المتقدمة وهي النوع الذي يجعل الادارة والمؤسسة تتمتع بقابلية بقاء تنافسية
المعرفة الابتكارية وهي التي تمكن من البقاؤ والتنافس والتميز والنجاح والاداء الرائع
المعرفة صريحة – وثيقة حاسوب
المعرفة ضمنية – العقل الانساني – التنظيم
المعرفة الكامنة – العقل الانساني – التنظيم
المعرفة المجهولة – العقل الانساني – التنظيم
المبحث الثاني : مدخل الى اقتصاد المعرفة
المطلب الأول : مفهوم اقتصاد المعرفة و خصائصه
مفهوم اقتصاد المعرفة :
في حين كانت الأرض، والعمالة، ورأس المال هي العوامل الثلاثة الأساسية للإنتاج في الاقتصاد القديم، أصبحت الأصول المهمة في الاقتصاد الجديد هي المعرفة الفنية، والإبداع،والذكاء، والمعلومات . وصار للذكاء المتجسد في برامج الكمبيوتر والتكنولوجيا عبر نطاق واسع من المنتجات أهمية تفوق أهمية رأس المال، أو المواد، أو العمالة. وتقدر الامم المتحدة أن اقتصادات المعرفه تستأثر الآن 7 ٪ من الناتج المحلي الاجمالي العالمي وتنمو بمعدل 10 ٪ سنويا. وجدير بالذكر ان 50 ٪ من نمو الانتاجية في الاتحاد الاوروبي هو نتيجة مباشرة لاستخدام وانتاج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقد استخدم مصطلح اقتصاد المعرفه و مجتمع المعرفهknowledge society and knowledge economy في الفصل الثانى عشر من كتاب The Age of Discontinuity لـ Peter F. Drucker . وكثيرا ما تستخدم مصطلحات متعددة للتأكيد على جوانب مختلفة لاقتصاد المعرفة منها مجتمع المعلومات والاقتصاد ، والاقتصاد الرقمى ، وشبكة الاقتصاد الجديد أو اقتصاد المعرفه وثورة المعلومات.
وبناء على ما تقدم فان اقتصاد المعرفه في الأساس يقصد به أن تكون المعرفة هى المحرك الرئيسى للنموالاقتصادي . واقتصادات المعرفه تعتمد على توافر تكنولوجيات المعلومات والاتصال واستخدام الابتكار و الرقمنه .وعلى العكس من الاقتصاد المبني على الإنتاج، حيث تلعب المعرفة دورا أقل، وحيث يكون النمو مدفوعا بعوامل الإنتاج التقليدية، فإن الموارد البشرية المؤهلة وذات المهارات العالية، أو رأس المال البشري، هي أكثر الأصول قيمة في الاقتصاد الجديد، المبني على المعرفة.وفي الاقتصاد المبني على المعرفة ترتفع المساهمة النسبية للصناعات المبنية على المعرفة أو تمكينها، وتتمثل في الغالب في الصناعات ذات التكنولوجيا المتوسطة والرفيعة، مثل الخدمات المالية وخدمات الأعمال.
خصائص اقتصاد المعرفة :
والاقتصاد المبني على المعرفه والاقتصاد القائم على المعرفه لديه عدد معين من الخصائص : 1. الابتكار : نظام فعال من الروابط التجارية مع المؤسسات الاكاديميه وغيرها من المنظمات التي تستطيع مواكبة ثورة المعرفه المتناميه واستيعابها وتكييفها مع الاحتياجات المحلية 2. التعليم اساسي للانتاجيه والتنافسيه الاقتصادية. يتعين على الحكومات ان توفر اليد العاملة الماهره والابداعيه او رأس المال البشري القادر على ادماج التكنولوجيات الحديثة في العمل. وتنامى الحاجة إلى دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فضلا عن المهارات الابداعيه في المناهج التعليميه وبرامج التعلم مدى الحياة. 3. البنية التحتية المبنيه على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تسهل نشر وتجهيز المعلومات والمعارف وتكييفه مع الاحتياجات المحلية. 4. حوافز تقوم على اسس اقتصادية قوية تستطيع توفير كل الاطر القانونية والسياسية التي تهدف إلى زيادة الانتاجية والنمو. وتشمل هذه السياسات التي تهدف إلى جعل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أكثر اتاحة ويسر، وتخفيض التعريفات الجمركيه على منتجات تكنولوجيا و زيادة القدرة التنافسيه للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وعند وصف الإقتصاد العالمي الحالي يتكرر استخدام مصطلحين أساسيين هما : العولمة و اقتصاد المعرفة . لقد ظل العالم يشهد تزايد عولمة الشئون الاقتصادية وذلك بسبب عدة عوامل من أهمها ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكذلك التخفيف من القيود التجارية على المستويين الوطني والدولي . كما ظل العالم يشهد بالتوازي مع ذلك ً ارتفاعا حاداً في الكثافة المعرفية بالأنشطة الاقتصادية مدفوعاً بثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتسارع خطى التقدم التكنولوجي. المطلب الثاني : أقسام اقتصاد المعرفة
ومع وجود كلمة معلومات في تعريف المعرفة قد يشعر القارئ بشيء من التداخل أو اللبس، لأننا درجنا على اعتبارهما لفظتين مترادفتين، مع أنهما في الواقع مختلفتان عن بعضهما؛ فالمعلومات هي البيانات عندما يضيف إليها واضعُها المعنى، وهي موجودة في الفكر الجماعي للمجتمع، في حين توجد المعرفة في الفكر الفردي للشخص.
وقد تنبّه بعض علماء الاقتصاد على إمكانية الاستفادة من المعرفة لتصبح سلعة اقتصادية يمكن استثمارها (أو استغلالها!) لتحقيق قدر أكبر من الأرباح، وجني الكثير من الأموال، فكان أن انبثقت فكرة علم الاقتصاد المعرفي ليصبح اقتصاد القرن الواحد والعشرين، نتيجة الطفرة المعلوماتية التي تغمر العالم منذ نهايات القرن الماضي في مختلف المجالات.
ولكن لماذا المعرفة بالذات؟ وكيف يمكن أن نتقبل فكرة الالتفات إلى المعرفة بوصفها سلعة اقتصادية بعد أن كانت السلع الاقتصادية تعتمد على مواد خام كما في الزراعة والصناعة والبتروليات.. إلخ
المطلب الثالث : الأنماط السابقة لاقتصاد المعرفة