فتح الذهول بسبب خسائر التعاملات الهائلة التي مني بها بنك سوسيتيه جنرال الطريق أمام تساؤلات بشأن ضوابط العمل في البنوك الكبري بأوروبا فيما سعت فرنسا للحد من الاضرار الناجمة عن أسوأ فضيحة تعامل في العالم.
وفي أول تعليق له بشأن خسائر سوسيتيه جنرال التي بلغت سبعة مليارات دولار قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انها عملية احتيال داخلية واسعة النطاق . وأضاف أنها لا تثير الشكوك في تماسك النظام المالي. وكرر ساركوزي تطمينات من الحكومة والبنك المركزي صدرت عند الكشف عن الفضيحة يوم الخميس وقال ان الخسائر لا تؤثر في تماسك النظام الفرنسي والثقة فيه .
ويوم الجمعة كرر كريستيان نوييه محافظ البنك المركزي الفرنسي القول ان حسابات البنك تم تطهيرها بعدما تم تفكيك المراكز التي كونها المتعامل. ونفي نوييه تكهنات بأن بعض الخسائر المرتبطة بالمتعامل الذي تم تعريفه باسم جيروم كيرفيل نتجت عن أزمة الائتمان العالمية الحالية. لكنه لمح الي أن بعض البنوك الفرنسية الاخري يمكن أن تعلن عن شطب أصول فيما يتصل بخسائر الائتمان عندما تعلن نتائجها.
وصعدت أسهم سوسيتيه جنرال اثنين بالمئة الي 77.34 يورو في معاملات ظهر الجمعة لتصل القيمة السوقية للبنك الي نحو 35 مليار يورو. وكانت الاسهم انخفضت أربعة في المئة يوم الخميس. وخسرت اسهم البنك نحو 20 بالمئة هذا العام بسبب شائعات بأنه عرضة لخسائر مرتبطة بالائتمان.
وفي اعلانات احتلت صفحات كاملة بالصحف الفرنسية الرئيسية اعتذر رئيس البنك دانييل بوتون للمساهمين فيما شككت الصحف ومحللون فيما اذا كان طلب مجلس الادارة منه البقاء في منصبه سيدوم طويلا. وعرض بوتون الاستقالة لكن المجلس طلب منه البقاء. وكتب بوتون يقول أدرك تماما خيبة أملكم وألحظ غضبكم. هذا الوضع غير مقبول بالمرة .
ورأت صحيفة الاعمال الرئيسية في فرنسا (ليزيكو) أن وضع بوتون بات ضعيفا وان سوسيتيه جنرال وهو سابع أكبر البنوك في منطقة اليورو من حيث القيمة السوقية بات الان هدفا محتملا لعملية استحواذ.
وتجاهل المستثمرون خارج النظام المصرفي الاوروبي الفضيحة الي حد كبير. فقد ارتفعت الاسهم الاسيوية في اعقاب اغلاق علي ارتفاع كبير في وول ستريت بعدما اتفق الرئيس جورج بوش وزعماء الكونغرس علي حزمة حوافز اقتصادية لتفادي الركود. وقال انتوني ماك مدير المبيعات لدي دي.بي.اس للاوراق المالية في هونغ كونغ انه حادث معزول.. ويمكن للبنك أن يعوض الاضرار ... انها تحت السيطرة تماما