### رسالة لن تصل ### بقلمي بعد فجيعته

بسم الله الرحمن الرحيم
كلٌّ منّا يبحثُ عن ملهمتِه .. يرجو الوصالَ ..
عرفتُها .. وعرفتُ فيها ديناً .. وخلقاً .. وأدباً ..
زينته بحفظٍ للقرآن ..
فلما أردت رأيها بالتقدم لها ..
فوجئت بخطبتها .. فعصفت بي المشاعر ..
مع رغبةٍ حارَّةٍ بعدم ذكرها بسوء .. فليس عليها من الأمر من شيء ..
وأردد هنا .. ما قاله حسن المرواني ..

معذورةٌ أنت إن أجهضت لي أملي
ما الذنب ذنبك .. بل كانت حماقاتي

وأودُّ أن أشير .. إلى ما ضمنته في القصيد مما قاله كبار الشعراء .. كأبي تمام .. والمتنبي .. وقد وضعته منَصَّصاً لإظهاره ..

رسالةٌ لن تصل

مـــــــــــــاذا أقـــولُ لمــــا قد خـــــابَ من إرَبي ؟

وكـــيــفَ يـُـفــصـِـــحُ مـن في قلبـِــهِ نـــَـصـَــــبي ؟!

أ هـــــــــــــيمُ فـــــــي الأرضِ لا وجــهٌ أمـيـِّـــــــزُهُ

وأجـــهــــلُ الـــفـــرقَ بــــينَ الـــنــَّــعقِ والطــــَّــــــرَبِ

حتى إذا مـــــــــا بدتْ خلفَ السَّحابِ لهــــا

وجــــــهُ المــــــلاكِ رأيــــتُ الصـَّــدرَ في خـَــــــــبَبٍ

فرُحتُ أتــرعُ كـأسَ الحــــبِّ في شَغـَـــــــــــفٍ

وأُســـــــــــكـِــرُ الــقــَلـــــــبَ بالإخـــــلاصِ والأدبِ

وأُرســِــلُ الشِّعــــرَ أشواقــــــــاً وأخيِلــَـــــــــة ً

وأبـــعــــــثُ الـــــرُّوحَ نـــشــــوى في مــــدى الكُتُبِ

وأَنشـُـــــدُ الوصـــــــلَ والأوصالُ تــائـــهـــــةٌ

فــي الكـــلِّ والجـــزءِ " بــــين الجـِــــدِّ واللــّـعــِبِ "

خشيـــــتُ .. لم أخشَ إقدامـــــاً ومعركةً

بــــل الــفــــــؤادَ ومــــا يُبـــــدي مـــن اللــُّـجــــُــــــبِ

لهـــفــي عـــلـــيَّ .. فـــــإني ليـــسَ يقتلُني

ســــــوى شُعــــــاعٌ مــن الآمــــــالِ لـم يــُـــصــِــــــبِ

كــــأنــه السّهـــمُ مـــاضٍ ما لــه هــَـــــــدَفٌ

لكــــنــــّـهُ النــّــجــــمُ يهـــــوي فـــي مـــدى الشُّهُبِ

والقلــــــــــــــبُ بينهـــما ملــــقىً بــلا أمـــلٍ

كــأنـــــــــه طــُــعـــمـــةٌ للــنـــــــَّــــارِ واللـــهـَـــــــــــــبِ

وســـــــــــــــالَ من مقلــــتي هـــمٌّ فــــأرَّقــَـني

وفــــاضَ مـــــني مـــعـــــينُ الشــَّـــــكِّ والــــرِّيـــَـــــبِ

أأُرســـلُ اليـــــــــــومَ ما يهفـــــو لذي شَجَنٍ

مــــن الـــوِصـَــــــــــــــالِ ومــــا أُبـــدي مــــن الإرَبِ؟

كفــــاكَ قلبي .. خَسرتَ الأمسَ معركةً

وبـــعــــدُ سِــــرتَ إلى حتـــــفٍ علــــى النــُّـصُــبِ

فكـــيــــفَ ترضى وكنتَ الأمسَ معتزلاً

مــــــن الحـــيــــاةِ لمعـــــــــنى الحــــبِّ والصـَّــــــــبَبِ؟!

وكــيــــفَ تهـــفــــو إلى حسنـــاءَ تجهلـــُها

ولـــــســـــتَ تــــعــلــــمُ غـــير الخـــُلــــقِ والحـَـسَـبِ؟!

فقـــــالَ : ذاكَ كـــفـــــاني .. إنني ولـــــــــهٌ

بــفــِكــــرِ مـــن رَعَـــتِ الــــقــُــرآنَ في حـــَــــــــدَبٍ

فكـــُـــفَّ صَوتــَـــكَ إنـــِّـي اليومَ مُنتــَصـِـــــرٌ

دع المــَــــــــلامَ ومـــــــــا تـُـبـــدي مــن الــعَــتــــَـــــبِ

أرسلــــتُ أخـــبرُهــــا أني بــــهــا تـــَـبــِـــــلٌ

بــالــفــكــــــــــرِ والخـــُلـــقِ والأوصـَــافِ واللــَّقــَبِ

وقلــــــتُ أني أُريــــــــدُ الوصــلَ مُقتَديــــــــاً

بسيـــِّــدِ الـــرُّســــلِ .. لا إكـــــراهَ في طلــــــــــــبي

فليـــــــــــــتَ منــــكِ كــتـــابٌ قــــادمٌ وبــــهِ

معــــنى الوِصــــالِ لهـــــــذا العـــــاشــِــقِ الطـــَّـرِبِ

فأطرقتْ وبكتْ .. ثمْ أرسلتْ رُسُلاً

" فـــَـزعــــتُ فيــــها بآمـــــالي إلى الــكــــَــــــذِبِ "

تـــقــولُ : ( تحــمــلــــني الأشعـــارُ في خَدَرٍ

فـــوقَ السَّحـَـــــــابِ علـــــى كفـــَّـــــين مــن ذَهَـبٍ

وأَرقُــــبُ السَّطــــــرَ أغفــــو بـــين أحرُفِهِ

أُريـــــحُ هـــمـِّــي .. وأشــكـــو مــنــبـــعَ الــتــَّعَبِ

فــــارحـــم .. فإن لوائي باتَ مُنضـَــــويــــاً

لــركــــبِ غـــــــيركَ .. واكـــتـــم لـــوعــةَ النَّسَبِ

أنــــتَ امـــرُؤٌ خَــــيِّرُ الأخــلاقِ رائـــعـُـــــــها

وفيـــــــــــــــكَ ديــــــــنٌ جــلـــيـــلٌ فـــــائـــــقُ الأدبِ

وفيــــكَ نــُـبـــلٌ قلــيــــــلُ النـــــَّــاسِ يملــِـكــُـهُ

فـــارحــم أُخـَــيَّ هُــــروبي واحــتــَمِــل سـبـَــبي )

تَرمــي بقـــولٍ .. وتنـــــأى كـالخيـــــــالِ إذا

مــــا عـــانـــقَ البحـــرُ وجـــهَ الشَّمـــسِ في حَدَبٍ

" فليـــتَ طـــالعَـــةَ الشــَّــمســـينِ غــَـائبـــةٌ

ولـــيــــــــــتَ غــــائــبــــةَ الشَّمــســــين لم تــَغِــــبِ "

وليــــتَ أني كــــما قد كــُنـــــــتُ في زمـــنٍ

أتـــيــهُ في الأرضِ بــــينَ الـــقــَــبرِ والـــنـــُّـــــــــصُــبِ

ولم أحــــــبَّ .. فإن الحـــبَّ مَــهـــلــَـكــَـةٌ

ولم أعـِــــشْ سـَــكـــــرَةَ الآمــــــــــــالِ والـــــــرِّيـــَــبِ