يحدث فى التاريخ أن تعرض جهاز مخابرات قومى قوى أدى واجبه فى ظل ظروف لا يمكن أن توصف بأنها مواتية لظلم وتشويه قدر ما تعرض جهاز المخابرات المصري منذ سنة إنشائه وحتى عام 1973 م ,
وكان السبب عوامل مختلفة تجمعت فى الأفق أشبه ما يكون بنذير العاصفة التى تفجرت فى وجه الجهاز ورجاله عام 1967 م ..
والكارثة الحقيقية لم تكن فى حملات التشويه ذاتها والتى اشترك بها من يعلم ومن لا يعلم بل كانت الكارثة فى أن رجال الجهاز لم يتمكنوا قط ولم يكن مسموحا لهم كقاعدة أساسية أن يغيروا شيئا من واقع الإتهامات أو يدفعوا عن أنفسهم بعض الظلم الواقع عليهم
بل كان المطلوب منهم أن يؤدوا عملهم ويستمروا فيه تحت أقصي قدر من الضغط العصبي ودونما أن يتفوه واحد منهم بكلمة ولم يُرد إليهم اعتبارهم الواجب إلا عقب حرب أكتوبر عام 1973 بعد صبر مرير
ولبيان هذه الصفحة سنتعرض قليلا لنشأة الجهاز والظروف التى أحاطت به وسبب حملات التشويه التى تم ردها فيما بعد لبيان معدن هؤلاء القابعين خلف أمن بلادهم باذلين أقصي قدر من طاقات البشر وبدون مقابل ..
ثم نلقي الضوء على الصفحات المجهولة من حياة هذا الجهاز العريق
النشأة ..
حالة ولادة عسيرة ..
بهذه العبارة البسيطة يمكن إيجاز الظروف التى واكبت فكرة وتأسيس جهاز المخابرات المصري عقب قيام ثورة يوليو والتى تعد مسألة تأسيس المخابرات المصرية من أوجه الحسنات التى لا جدال فيها لنظام الرئيس عبد الناصر ..
بدأت الفكرة والحاجة الملحة لوجود جهاز مخابرات للبلاد عقب تفهم ضباط الثورة بحكم خبراتهم العسكرية لما تؤديه تلك الأجهزة من مهام قد تقلب موازين حروب كبري وتغير من مصير أمة بأكملها ..
وهو الأمر الذى اتضح بجلاء فى الحرب العالمية الثانية على يد عدد من العمليات التى خاضتها المخابرات البريطانية ضد المخابرات الألمانية وغيرت بها مسار الحرب نهائيا بعد أن أدولف هتلر قد اكتسح سائر أوربا ولم يتبق له إلا الأسد البريطانى المتهالك من ضربات قنابل الألمان فوق جزيرتهم
فاستعادت المخابرات البريطانية توازنها وخبرتها وكان
ونستون تشرشل رئيس وزراء الحرب يعرف جيدا ما الذى يمكنه عمله عن طريق مخابراته فنجحت المخابرات البريطانية فى القيام بعدة عمليات لا زالت مسجلة باسمها باعتبارها من أقوى عمليات التخابر فى التاريخ تأثيرا على الأحداث ..
حيث تمكن رجل المخابرات البريطانى
آيان فيلمنج ـ وهو نفسه مؤلف ومبتكر شخصية جيمس بوند فيما بعد ـ من تكوين فرقة انتحارية يكون هدفها العمليات المستحيلة فى مسار الحرب وانجاز بعض من الأعمال التى تؤدى الى انفلات الثقة الألمانية بجيشها ونجح بالفعل عن طريق فرقته فى الهجوم الخاطف على عدد من مقرات الجيش الألمانى بأوربا بأساليب عسكرية غير معروفة وغير مطروقة
إضافة إلى تكوينه لما سماه بالإذاعة الألمانية وهى إذاعة موجهة للشعب الألمانى أخذت فى بث روح الحماسة والتأييد للجيش الألمانى على نحو أعطاها ثقة الشعب والجيش بل وهتلر نفسه التى ظنها إذاعة صنعها وقام ببثها شباب أوربا المحب والمبهور بهتلر
وكانت الإذاعة تكيل السخرية والسب لبريطانيا لتكتسب المزيد من الثقة واستمرت فترة على هذا النحو ثم بدأت شيئا فشيئا فى دس السم فى العسل فبدأت تورد أخبارا من شأنها ضرب الروح المعنوية للألمان وإفقادهم الثقة فى قادتهم فبثت الإذاعة أخبار هوس الجنرالات الألمان بالغنائم الحربية فى أوربا وإسرافهم الشديد وميلهم للحفلات الماجنة إلى غير ذلك من الأمور التى كانت تثير صغار الضباط والجنود والشعب أيضا
كما تمكنت المخابرات البريطانية من حسم أهم المعارك التى تحول بسببها مجرى الحرب عندما تأهبت قوات الحلفاء للنزول على إحدى الجزيرتين " كورسيكا أو سردينيا " بالبحر المتوسط وكان الألمان يوزعون قواتهم على الجزيرتين ولا يعرفون فى أيهما ستكون الضربة فقامت المخابرات البريطانية بأخذ جثة شاب بريطانى توفي غرقا منذ أيام قليلة وألبسوها حلة عسكرية لضابط جو وأتقنوا الخدعة إلى أقصي حد عندما أدخلوا إلى جيب الحلة العسكرية خطابا عسكريا مختوما يحمل توجهات تخالف النية التى عقدها الحلفاء
وقاموا بدفع الجثة إلى الشواطئ الأسبانية إمعانا فى الخداع ليظهر الأمر وكأن الضابط قد مات غرقا عندما فشلت عملية إنزاله فى البحر ليؤدى مهمته بإبلاغ الوثيقة للقوات البريطانية المتأهبة للقتال
ولأن أسبانيا كان هواها مع هتلر فقد منحت الجثة للألمان وابتلع الألمان الطعم وحشدوا قواتهم فى إحدى الجزيرتين ليأتيهم الهجوم صاعقا من الجزيرة الأخرى وتكبد الألمان فيها خسائر مهولة لأول مرة منذ بدء معارك الحرب
أما أخطر ما قامت به المخابرات البريطانية على الإطلاق فهى قيامها بخداع حليفتها الصدوق الولايات المتحدة الأمريكية لدفعها لتعلن الحرب على ألمانيا
وكانت القصة قد بدأت عندما بذل تشرشل جهودا خرافية لإقناع روزفلت الرئيس الأميركى بدخول الحرب مع الحلفاء وعدم الإكتفاء بالتمويل وهو الأمر الذى كان يرفضه روزفلت ويرفضه الشعب الأمريكى الذى لم ير فى نفسه حاجة إلى أن يدخل حربا ضروسا ليس له فيها مصلحة تقتضي التضحية بالجيش أمام القوة الألمانية واليابانية
ولم يجد تشرشل أى وسيلة لإقناع روزفلت بدخول الحرب والذى تشبث بأن الشعب لن يرضي الدخول فى حرب تبعد عنه آلاف الأميال لمجرد مناصرة أصدقائهم بأوربا
ففكر تشرشل فى أن الرئيس والشعب الأمريكى لن يدخل الحرب إلا إذا نالهم من نارها ضرر مباشر وأعطى تعلمياته لجهاز المخابرات البريطانى بتدبر الأمر ,
وبالفعل تمكن البريطانيون من زرع معلومة خاطئة وتسريبها للمخابرات اليابانية عن نية الأسطول الأمريكى القيام بضربة وشيكة ضد القوات اليابانية فى المحيط الهادى
وبمنتهى الحماقة وخفة العقل ابتلع اليابانيون المعلومة واقتنعوا بها ليقرر القادة اليابانيون القيام بضربة إجهاض بسلاح الجو اليابانى ضد الأسطول الأمريكى القابع فى المحيط الهادى
وقامت الطيران اليابانى بالفعل بمهاجمة الأسطول الأمريكى فى بيرل هابر ودمره عن آخره فى دقائق معدودة ولم يستطع الأسطول الدفاع عن نفسه مع الهجمة المفاجئة بأى مقياس عسكري إضافة إلى براعة اليابانيين المعروفة فى أسلوب عملهم بالطيران حيث أن فرق الكاميكاز كانت يقوم طياروها بالهجوم بجسم الطائرة نفسه على الهدف لينفجر به إذا استعصي عليه ضربه بالقذائف
وكانت خسائر الولايات المتحدة فوق تصورهم واهتز الرأى العام الأمريكى للحادثة ولم يكن صعبا أن تدخل الولايات المتحدة الحرب بكل قوة بعد أن أصبح لها فى قلب الحرب معارك وضحايا !
وبالطبع بقي دور بريطانيا سرا مغلقا لمدة تزيد عن خمسين عاما حتى تم كشف الوثيقة بمضي مدة سريتها ليثير الإعلان عن العملية ضجة عالمية كبري والمخابرات السوفيتية أيضا فى معاركها مع الألمان واليابانيين لم يحسمها بحق إلا جهاز المخابرات السوفياتى عن طريق ثانى أشهر وأقوى الجواسيس فى تاريخ المخابرات وهو الملقب بالأستاذ ..
ريتشارد سورج ألمانى الجنسية خان وطنه عن اقتناع بالمذهب الشيوعى فجندته المخابرات السوفيتية لحسابها وعمل فترة بألمانيا قبل أن ينقل نشاطه وشبكته إلى الصين ثم إلى اليابان مزودا السوفيات بكنوز من المعلومات التى دفعتهم إلى تدارك موقفهم المؤسف على جميع الجبهات مع ضربات الألمانيين واليابانيين
وكان مسك الختام هو آخر ما بعث به ريتشارد سورج لقادته فى المخابرات السوفياتية يؤكد لهم بما لا يدع مجالا لأى شك أن هناك اضطرابات فى الجيش اليابانى تمنع منعا مطلقا فتح جبهة له أمام الأراضي السوفياتية ليقوم السوفيات بناء على تلك المعلومة البالغة الخطورة بنقل أكثر من نصف مليون جندى على الجبهة اليابانية الى الجبهة الألمانية فى مواجهة هتلر الذى توقف على بعد خمسين كيلومترا من موسكو وقام الجيش السوفياتى بالهجوم المضاد فى ظل جو قارس بالغ البرودة تجمدت له أطراف أصابع الجنود الألمان لتفشل حملة هتلر ضد السوفيات بفضل براعة جاسوسهم ريتشارد سورج الذى كشفته المخابرات اليابانية بعد ذلك وتم إعدامه
وبالإضافة إلى أدوار المخابرات فى الحرب العالمية الثانية ظهر جليا لقادة الثورة المصرية مدى ما فعله جهاز المخابرات الإسرائيلي ليساعد على قيام الدولة وهو أول جهاز من نوعه يتم تكوينه قبل أن تتكون دولته حتى أنه من المعروف بين مؤرخى المخابرات أن الدول تنشئ المخابرات وإسرائيل أنشأها جهاز المخابرات ..
وفى بداية الخمسينيات وبالتحديد بعد اكتشاف
فضيحة لافون التى تبين أنها عملية أفشلتها المباحث المصرية وكانت وراءها شبكة يهودية يشرف عليها أبراهام دار ضابط الموساد الشهير لتلغيم وتفجير عدد من المصالح الأمريكية فى مصر لكى يضع الإسرائيليون مأزقا لا يتم تجاوزه أمام تطور العلاقات المصرية الأمريكية
وكانت عملية لافون وما احتوته من مفاجآت دافعا رهيبا لسرعة تأسيس جهاز المخابرات لمواجهة تلك الحروب التى تتم خلف الستار ويكون لها أخطر الأثر على الأمن القومى
وقرر
جمال عبد الناصر فى بداية عام 1953 م إسناد مهمة الجهاز إلى رفيقه
زكريا محيي الدين والذى جمع عددا من أبرع وأخلص رجال الجيش المصري فى ذلك الوقت وارتدوا الزى المدنى استعدادا للحفر فى الصخر والبحث من ثقب إبرة عن كيفية تأسيس الجهاز على أسس صحيحة فى ظل عالم يستهدف بلادهم ويتميز عنهم بخبرة فائقة لها أكبر الأثر فى هذا المجال الحساس
والأنكى من ذلك أن القاهرة تحولت فى ذلك الوقت وما قبله منذ عام 1947 م لمرتع جواسيس بلا ضابط حيث توافر فيها ضباط ورجال المخابرات من اسرائيل وبريطانيا وألمانيا وفرنسا يؤدون مصالح أوطانهم دونما توتر أو قلق .. فلم يكن هناك ثمة جهاز أمنى يتصدى لتلك العمليات إلا المخابرات الحربية وهى بطبيعتها قاصرة وغير مختصة بأساليب التخابر العلمية ..
وكانت البداية عندما تقدم أحد الأشخاص ـ
كما يرويها الأستاذ محمود صلاح الصحفي المصري ـ وقام بعرض شراء أحد المستشفيات النفسية التى هجرها صاحبها دونما عودة ..
وكان المبنى أشبه بفيلا فى منطقة سكنية تحيطها أرض فضاء تم التعاقد على شرائها أيضا لتصبح أحد المقرات السرية لجهاز المخابرات الوليد وتمت تغطية العمل الحقيقي للمبنى بستار سري تحت مسمى إدارة تابعة للحكومة تحمل اسم " إدارة البحوث و الإنشاء " كما تم اتخاذ مقر المدرسة العسكرية بضاحية مصر الجديدة كمقر آخر للجهاز ..
و بدأ رجاله فى التوافد على نحو لا يلفت النظر ليبدأ الجيل الأول من مؤسسي الجهاز فى قراءة مراجع علم المخابرات ودراسة بعض العمليات التى تم نشرها وتم استقطاب تلك المراجع على وجه السرعة من أوربا وغيرها بالإضافة إلى التماس أساليب جهاز القلم السياسي الذى كان دوره فاعلا قبل الثورة .. وكان الرعيل الأول من مؤسسي الجهاز عشرة أشخاص منهم زكريا محيي الدين الذى كان أول رئيس للجهاز وهؤلاء القادة هم
1ـ (
كمال رفعت) تولى في جهاز المخابرات شئون الانجليز، حيث لم يكن الاحتلال الانجليزي قد غادر منطقة قناة السويس، ولهذا تأسست شعبة في جهاز المخابرات باسم شئون الانجليز، يكون هدفها الأساسي هو تحديد الوسائل التي تجبر الانجليز على الخروج من مصر..
2- (
مصطفى المستكاوي ) وقد تولى الدور الاعلامي في المخابرات العامة، وتولى رئاسة تحرير صحيفة المساء فيما بعد ..
3- (
سعد عفرة ) فكان نموذجا حيا للقراءة والاطلاع والسعي بحيث أصبح أحد جوانب المرجعية فى هذا العمل
4- (
فريد طولان ) فتمرس على جمع المعلومات من جميع المصادر، والعمل داخل مصر، بصورة فنية دقيقة، وباتقان في تتبع ما يهم عمل المخابرات من دراسات مهمة في الشأن الداخلي، وفعل ذلك لخدمة العمل السري للمخابرات، وأيضا العمل العلني، وذلك بلا خلط بين الاثنين.
5- (
أحمد كفافي ) فكان ضابط سلاح الفرسان، ومتخصصا في مجال الاقتصاد، حيث تخصص في شئون الاقتصاد اللازمة لصالح عمل المخابرات
6- (
محمود عبدالناصر ) ، الذي كان مع كمال رفعت في مواجهة القوات البريطانية في القناة،
7- (
عبدالقادر حاتم ) الذي تولى الاعلام وحمل على عاتقه مهمة توضيح أهداف الثورة داخليا وخارجيا.. وهو الذى تولى رياسة الوزارة فى مصر فيما بعد وحاليا يعمل كعضو فى المجلس لقومى المصري لحقوق الإنسان
8- (
محيي الدين أبوالعز ) الذي تولى مهمة الرقابة على الوزارات، وكانت هذه المهمة هي النواة الحقيقية لجهاز الرقابة الادارية.
9- (
فتحي الديب ) فرع الشئون العربية في الجهاز، تكون مهمته ربط الوطن العربي بكل ساحاته بالقاهرة، تمهيدا لممارسة مصر دورها الايجابي في تحرير باقي الأجزاء المحتلة من الوطن العربي وهو أيضا الذى تولى إنشاء إذاعة ( صوت العرب ) .
وفيما بعد بمرحلة أو اثنين انضم لهؤلاء الزمرة المنتقاة كل من ..*
عبد المحسن فائق وهو الذى يمكن أن نقول عنه أنه ولد كرجل مخابرات بالفطرة كان أحد النوابغ الذين أضافوا لهذا العلم وسطروا تاريخهم بحروف من نور وأول عملياته كانت عملية انتقاء رفعت الجمال " رأفت الهجان " وزرعه داخل اسرائيل ليصبح بعد ذلك أول وأشهر العملاء فى تاريخ المخابرات حتى اليوم حيث أنه العميل الوحيد الذى ظل يعمل حتى اعتزاله ثم وفاته دون أن ينكشف أمره أو أمر شبكته وهو ما لم يحدث مطلقا من قبل
*
محمد نسيم أشهر رجال المخابرات العامة فى تاريخها وبطل العديد من العمليات الناجحة وهو الذى تولى إعادة تأهيل وتدريب رفعت الجمال ليصبح مستواه متقدما حتى بلغ مستوى ضابط حالة ..كما كان قائد عملية الحفار وكذلك عملية انقاذ عبد الحميد السراج
وانضم فى نفس الفترة يضا كل من
شعرواى جمعه الذى تولى رياسة الخدمة السرية بالجهاز ثم تولى وزارة الداخلية بعد ذلك وأيضا انضم
طلعت خيري ثم
أمين هويدى الذى تولى رياسة الجهاز بعد النكسة
وصلاح نصر الذى تولاه لمدة عشر سنوات انتهت عام 1967 ويعتبر صاحب أفضل انجازات الجهاز بالرغم من انحرافاته التى حوكم عليها فيما بعد
وعلى صبري الذى تولى رياسة الجهاز خلفا لزكريا محيي الدين ثم سلم القيادة لصلاح نصر بعد ذلك
وكان مهام هذا التشكيل العملاق عملاقة هى أيضا حيث تلخصت فيما يلي
أولا .. تغيير جميع الشفرات التى تستخدمها مصر فى ذلك الوقت.
ثانيا .. إنشاء جميع مكاتب المخابرات المصرية فى أوروبا..
ثالثا .. فحص وانتقاء متدربين كنواة لجيل تالى فى رجال المخابرات مع العمل على انتقاء العملاء والمتعاونين من خارج الجهاز
هذا بخلاف تولي مهام أي جهاز مخابرات محترف ، في ظل ظروف حساسة ، و تهديدات عظمى .
وكانت المهام ثقال والوقت أشد ضيقا أمام انجاز أى عمل وسط أعداء بلغوا القمة فى الخبرة بهذا المجال الذى لا يزال رجال المخابرات المصرية على عتباته وليس معهم الوقت الكاف لمجرد الدراسة والبحث
فكيف تمت وكيف تفوقت المخابرات المصرية وسط تلك الظروف .. عندما صدر قرار إنشائها رسميا بصدور القانون رقم 323 لسنة 55 والصادر يوم 26 يونيو 1955
ولهذا بقية من حديث إن شاء الله